أيها الأحبة فى الله الحديث عن الحياة هو الحديث الذى ينبغى أن يعيشه كل واحد منا فالحياة إما للإنسان وإما عليه... تمر ساعاتها ولحظاتها وأيامها وأعوامها تمر على الإنسان فتقوده إلى المحبة والرضوان
حتى يكون من أهل الفوز و الجنان أو تمر عليه فتقوده إلى النيران وإلى غضب الواحد الديان
الحياة إما أن تضحكك ساعة لتبكيك دهرا وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهرا الحياة إما نعمة للانسان وإما نقمة عليه والموفق السعيد من نظر فى هذه الحياة وعرفه وعرف حقها و قدرها ...هى والله حياة طالما أبكت أناسا فما جفت دموعهم وطالما أضحكت أناسا فما رُدت عليهم ضحكاتهم ولاسرورهم
الحياة أحبتى فى الله
جعلها الله ابتلاءا واختبارا وامتحانا تظهر فيه حقائق العباد
ففائز برحمة الله سعيد ومحروم من رضوان الله شقى طريد
كل ساعة تعيشها ....إما يكون الله راض عنك فى هذه الساعة التى عشتها وإما العكس والعياذ بالله
إما أن تقربك من الله وإما أن تبعدك من الله
وقد تعيش لحظة واحدة من لحظات حب الله وطاعة الله تغفر بها سيئات الحياة وتغفر بها ذنوب العمر
وقد تعيش لحظة واحدة تتنكب فيها عن صراط الله وتبتعد فيها عن طاعة الله تكون سببا فى شقاء الإنسان حياته كلها... نسأل الله السلامة والعافية
فهذه الحياة فيها داعيان... داع الى رحمة الله ورضوان الله ومحبة الله
وأما الداع الثانى فهو الداعى الى ضد ذلك ..شهوة أمارة بالسوء ونزوة داعية إلى خاتمة السوء
والإنسان قد يعيش لحظة من حياته يبكى فيها بكاء الندم على تفريطه فى جنب ربه فيبدل الله بها سيئاته حسنات
وكم من أناس أذنبوا وكم من أناس أساءوا وكم من أناس ابتعدوا وطالما اغتربوا عن ربهم فكانوا بعيدين عن رحمة الله غريبين عن رضوان الله
وجاءتهم تلك الساعة لتراق منهم دمعة الندم دمعة حرى يلتهب منها فى القلب داع الألم فيحس الإنسان أنه قد طالت عن الله غربته وأنه قد طالت عن الله غيبته فيقول..." اللهم تائب اليك منيب الى رحمتك ورضوانك" فيجتمع له في هذه الحال ذلة وخضوع وليس شيء أحب إلى الله من هذه الإنكسار والخضوع والتذلل والإخبات والإنطراح بين يديه جل جلاله وهذه الساعة هى ساعة مفتاح السعادة للإنسان
يقول ابن القيم : فلله ما أحلى قوله في هذه الحال أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني أسألك بقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك عبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير سؤال من خضعت لك رقبته ورغم لك أنفه وفاضت لك عيناه وذل لك قلبه
وكما يقول العلماء إن الإنسان قد يذنب ذنوبا كثيرة ولكن إذا صدق ندمه وصدقت توبته غفر الله له ذنوبه فأصبحت حياته طيبة بطيب ذلك الندم وبصدق ما يجد فى نفسه من الشجى والألم
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحيى فى قلوبنا هذا الداعى الى رحمته وهذا الألم الذى نحسه من التفريط فى جنبه سبحانه
أحبتى فى الله ...كل واحد منا نريده أن يسأل نفسه سؤالا... يسأل نفسه عن الليل والنهار.. كم يسهر من الليالى؟؟ وكم يقضى من الساعات؟؟ كم ضحك فى هذه الحياة؟؟ وهل هذه الضحكة ترضى الله عز وجل عنه؟ وكم تمتع فى هذه الحياة وهل هذه المتعة ترضى الله عزّ وجل عنه؟ وكم سهروهل هذا السهر يرضى الله عنه؟ وكم ....وكم... سؤالا يسأله نفسه
وقد يبادر الإنسان فيقول.. لماذا أسأل هذا السؤال؟
نعم تسأل هذه السؤال لأنه ما من طرفة عين ولا لحظة تعيشها إلا وأنت تتقلب فى نعمة الله
فمن الحياء مع الله والخجل مع الله أن يستشعر الإنسان عظيم نعمة الله عليه ... من الحياء والخجل أن نحس أننا نطعم طعام الله وأننا نستقى من شراب خلقه الله وأننا نستظل بسقفه وأننا نمشى على فراشه وأننا نتقلب فى رحمته فما الذى نقدمه فى جنبه؟!!
يسأل الإنسان نفسه... يقول الأطباء أن فى قلب الأنسان مادة لو زادت1% أو نقصت 1% مات الإنسان فى لحظة
فأى لطف وأى رحمة وأى عطف وأى حنان من الله يتقلب فيه الإنسان؟
يسأل الإنسان نفسه عن رحمة الله فقط إذا أصبح وسمعه معه، وبصره معه، وقوته معه.. فمن الذى حفظ له سمعه ؟ومن الذى حفظ له بصره؟ ومن الذى حفظ له عقله ؟ومن الذى حفظ له روحه؟ من الذى يمتع بالصحة والعافية؟
المرضى على الأسرة البيضاء يتأوهون ويتألمون ،والله يتحبب إلينا بهذه النعم، يتحبب إلينا بالصحة بالعافية بالأمن بالسلامة،
كل ذلك فقط لكى نعيش هذه الحياة الطيبة
فالله تعالى يريد من عبده أمرين... الأمرالأول: فعل فرائضه والأمرالثانى: ترك نواهيه وزواجره
ومَن قال أن القرب من الله عزّ وجلّ فيه الحياة الأليمة أوفيه الضيق فقد أخطأ الظن بالله جلّ وعلا
فوالله لو ماطابت الحياة بالقرب من الله فلن تطيب بشىء سواه ،ولو ماطابت الحياة بفعل فرائض الله وترك محارمه فلن تطيب بشى سواه ،
ويجرب الإنسان متع الحياة كلها فإنه والله لن يجد أطيب من متعة العبودية لله بفعل فرائض الله وترك محارم الله
أنت مأمور بأمرين.. افعل أو لا تفعل.. إذا جئت تفعل أى شىء فى هذه الحياة اسأل نفسك ...هل الله أذن لك بفعل هذا الشىء؟
فينبغى للإنسان إذا أراد أن يتقدم أو يتأخريسأل نفسه.. هل الله راض عنه إذا تقدم؟ فليتقدم ..أو الله غير راض عنه... فليتأخر
فوالله ما تأخر إنسان ولا تقدم وهو يرجو رحمة الله إلا أسعده
وقد تجد الشخص يتمتع بكل الشهوات لكن والله تجده من أكثر الناس ألآما نفسية وأكثرهم ضجرا بالحياة
هو سبحانه جعل لذة الحياة بالقرب منه وأنس الحياة فى الأنس به جلّ وعلا
فالحياة الطيبة فى القرب من الله... الحياة الهنيئة فى القرب من الله إذا ماطابت الحياة بالقرب من الله. فبمن تطيب؟! فبمن تطيب؟!
هذه الحياة ظل زائل وخيال زائر ولن تجد بيانا لحالها كما بينه الله ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما )وقال الله تعالى إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون وقال تعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا وسماها سبحانه متاع الغرور ونهى عن الاغترار بها وأخبرها عن سوء عاقبة المغترين وحذرنا مثل مصارعهم وذم من رضي بها واطمأن إليها وقال النبي ما لي وللدنيا إنما أنا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها وفي المسند إن مطعم ابن آدم قد ضرب للدنيا مثلا ، فانظر ما يخرج من ابن آدم و إن قزحه و ملحه ، قد علم إلى ما يصير
اخوكم الملااااااااااااااك الصادق ان شاء الله عبد السلام محمد الحبيب